نافذة على التاريخ | إبن أبي الصلت..حنيفية آمن بها ونار سيصلاها




أمية أبي الصلت
حنيفية آمن بها ونار سيصلاها



أبو الحكم أمية بن أبي الصلت الثقفى، شاعر جاهلي، بل يعتبر أحد فحول الشعر العربي في الجاهلية، اشتهر بالحنيفية والتوحيد، حرم على نفسه شرب الخمر، وكان من دعاة نبذ الأصنام، ومن دعاة التوحيد، كان من زعماء قبيلة ثقيف التي تقطن الطائف، ولد ونشأ بالطائف وكان محبا للترحال، فاتصل بالفرس الذين كانوا يحكمون اليمن، واتصل بالروم الذين كانوا يحكمون الشام وسمع منهم قصصهم وأخبارهم، وقصد الكهان والقساوسة والأحبار واستمع لأحاديثم وعظاتهم، كان يحب الاطلاع على الكتب الأديان والكتب السماوية كالإنجيل والتوراة والكتب القديمة. تأثر باليهودية والنصرانية، وكان كثير التردد على الكنائس، كان مهتما بالجنة والنار، ومن كثر اطلاعه علم أنه بقي نبي لم يظهر بعد وسيخرج من العرب وكان في أشد الشوق ليلتقي به، اعتنق الحنيفية بعد ان أدرك الوضع السيء لحال العرب الديني، غير أن الأحناف في الجزيرة العربية لم تكن لهم عقيدة محددة فكانوا يختلفون في آرائهم ويجتمعون في التوحيد ورقي التفكير، وكان من أشهرهم قس بن ساعدة الأيادي وورقة بن نوفل وزيد بن عمرو بن نفيل وعثمان بن الحويرث وزهير بن أبي سلمى.

عاصر أمية بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وجاءت الأخبار أنه التقى به وتحاورمعه لكنه أبى أن يسلم، رغم أنه شهد أن قول النبي صلى الله عليه وسلم لحق، لكنه أرجأ وسوف ينظر في أمره شكا. رحل بعدها إلى الشام وعند عودته نزل في بدر وهو في طريقه إلى المدينة ليعلن إسلامه، قال قائل: يا أبا الصلت ما تريد؟، قال: أريد محمدا. قال: وما تصنع؟، قال: أؤمن به، وألقي إليه مقاليد هذا الأمر. قال: أتدري من في القليب؟ قال: لا. قال: فيه عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة وهما إبنا خالك (وأمه ربيعة بنت عبد شمس)، فجدع أذني ناقته، وقطع ذنبها، ثم وقف على القليب يقول:
هلا بكيت على الكرام بني الكرام أولي الممادح
كبكا الحمام عَلَى فروع الأيك بالصبح الجوانح
يبكين حرى ذات أشجان يرحن مَـــــعَ الروائح
أمثالــــــهن الباكيات المـــــعولات مــن النوائح
ماذا بــــبدر فالعقـــــنقل مـــن مرازبة جـحاجح
كـــــسب مَطـــــاعيمٌ مُطاعين ملاوذة مـــناجح
المطعمــــين الشحم فوق الخبز شحمًا كالأنـافح
لله دَرُّ بنــــي علــــــــــيّ أيّــــمٌ منــهم ونــــاكح
إنْ لم يغيروا غارةً شـــــــعواء تحجر كل نابح

ثم عاد إلى مكة والطائف وترك الإسلام، وفي المصادر الإسلامية أن أمية بن أبي الصلت منعه من الإسلام الحقد، وعندما حانت وفاته قال: "قد دنا أجلي، وهذه المرضة مني، وأنا أعلم أن الحنيفية حق، ولكن الشك يداخلني في محمد"، فأغمي عليه وأفاق وأخذ يقول: "لبيك لبيك، هأنذا لديك لا مال يفديني، ولا عشيرة تنجيني". حتى هلك وكان ذلك عام 5 هـ.


***لإيضاح من مركز الفتوى-اسلام ويب***
لا يصح إيمان من آمن بالله ولم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء عليهم السلام كما فعل أهل الكتاب أو غيرهم.

أخرج الإمام أحمد عن أبي موسى الأشعري مرفوعا: من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني فلم يؤمن بي لم يدخل الجنة. وفي رواية له أيضا: من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني ثم لم يؤمن بي دخل النار. والحديث صحيح.

فعلم مما سبق أن كل من كفر أو كذب برسالة محمد صلى الله عليه وسلم أو جحد أي ركن من أركان الإيمان، أو أتى ناقضا من نواقض الإيمان بعد أن دخل فيه فهو غير مغفور له، وهو من أهل النار والعياذ بالله.
نافذة على التاريخ | إبن أبي الصلت..حنيفية آمن بها ونار سيصلاها نافذة على التاريخ | إبن أبي الصلت..حنيفية آمن بها ونار سيصلاها Reviewed by Alez on February 08, 2014 Rating: 5

No comments:

Powered by Blogger.