في ظلال السيرة | أعظم حظ وأعظم قسمة


في ظلال السيرة

أعظم حظ وأعظم قسمة


بعد أن انتهت غزوة حنين وحصار الطائف، مكث النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون بالجعرانة، وهو المكان الذي تم تجميع غنائم غزوة حنين فيه، فقام النبي صلى الله عليه وسلم بتوزيعها على قبائل العرب وأشراف مكة ليأتلف قلوبهم بعد الفتح، وأفاض عليهم من الأعطيات، حتى ازدحم الناس والأعراب عليه طمعا في الأموال، ولم يعط النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار من تلك الغنائم الضخمة شيء، فوجد الأنصار في أنفسهم من هذا الأمر، وتكلموا حتى كثرت المقالة فيهم، حتى قال قائل منهم: لقي النبي صلى الله عليه وسلم قومه، فسمع سعد بن عبادة رضي الله عنه قولهم، فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: يا رسول الله إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت من الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك، فأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب، ولم يكن في هذا الحي من الأنصار شيء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فأين أنت من ذلك يا سعد؟، قال سعد رضي الله عنه: يا رسول الله، ما أنا إلا امرؤ من قومي، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يجمع معشر الأنصار.

 فلما اجتمعوا أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله تعالى، وأثنى عليه، ثم قال: يا معشر الأنصار، ما قالة بلغتني عنكم، ووجدة وجدموها في أنفسكم، ألم آتكم ضلالا فهداكم الله بي، وعالة فأغناكم الله، وأعداء فألف الله بين قلوبكم. فقالوا وهم مطئطئين رؤسهم يبكون: بلى، بلى لله ورسوله الفضل والمنة..لله ورسوله الفضل والمنة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟، قالوا: وما نجيبك يا رسول الله، ولله ولرسوله الفضل والمنة. قال صلى الله عليه وسلم: أما والله لو شئتم لقلتم، ولصدقتم، ولصُدقتم، أتيتنا مكذبا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك، وطريدا فآويناك، وعائلا فأغنيناك، أوجدتم في أنفسكم يا معشر الأنصار في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم، أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعون برسول الله في رحالكم، فوالذي نفس محمد بيده، لولا الهجرة لكنت امرأ من الانصار، ولو سلك الناس شعبا وسلك الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم الانصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار. فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسما وحظا.
في ظلال السيرة | أعظم حظ وأعظم قسمة في ظلال السيرة | أعظم حظ وأعظم قسمة Reviewed by Alez on February 14, 2014 Rating: 5

No comments:

Powered by Blogger.