حُكم قراقوش
حُكم قراقوش، مقولة دائما ما نسمعها لوصف حكم ظالم لشخص ظالم أو مغفلا في بعض الأحيان، لكن هل سألنا أنفسنا من هو قراقوش هذا، وهل هو فعلا كان ظالما أو مغفلا. إذن لماذا نستعجل في الحكم على هذا الرجل؟ ولنعرف باختصار من هو قراقوش وما هو حكمه، ولنحكم بعدها هل كان ظالما مغفلا أم لا.
هو أبو سعيد قراقوش بن عبد الله الأسدي الملقب ببهاء الدين، وقراقوش باللغة التركية تعني النسر الأسود (قوش: نسر، قرا: أسود)، كان خادما أمينا لصلاح الدين الأيوبي (وقيل كان غلاما مملوكا لعمه أسد الدين شيركوه رحمه الله) فأعتقه، وكان من أركان حكمه هو والقاضي الفاضل والشيخ عيسى الهكاري، كان محاربا شجاعا ومعماريا بارعا. جعل له صلاح الدين مسؤولية قصر الحكم في مصر، ثم نائبه عليها بعد أن خلف نور الدين زنكي رحمه الله في الحكم الشام ومصر.
قال إبن إلياس في كتاب بدائع الزهور: كان قراقوش القائم بامور الملك، يسوس الرعية في أيامه أحسن سياسة، وأحبته الرعية ودعوا له بطول البقاء. وقال عنه إبن خلكان في كتاب وفيات الأعيان: كان حسن المقاصد، جميل النية، وكان له حقوق كثيرة على السلطان وعلى الإسلام والمسلمين. وقال ابن تغري بردي فقال عنه في كتاب النجوم الزاهرة عند ذكره صلاح الدين الأيوبي: وكان وزيره بمصر الصاحب بهاء الدين قراقوش، صاحب الحارة المعروفة بسويقة الصاحب القديمة في الجامع الحاكمي، وكان رجلاً صالحًا غلب عليه الانقياد إلى الخير، وكان السلطان يعلم منه الفطنة والنباهة، وكان إذا سافر السلطان من مصر إلى الشام في زمان الربيع كما هي عادته كل سنة، يفوض إليه أمر البلاد، لكنه في سنة إحدى وستين وخمسمائة حكمها منفردًا من غير مشاركة؛ لوفاة ولي العهد المشارك له في ذلك، فلم يستقم له الحال، ووضعت عليه الحكايات المضحكة.
من القصص التي تؤكد على ذكاء ودهاء قراقوش أيام حكمه لمصر. أنه شكا رجل إليه أن بعض اللصوص قد سرقوا داره، فسأله : هل هناك باب خاص يقفل الحارة التي تقطنها ؟، فأجاب الرجل : بنعم. فأمر قراقوش أن يخلعوا هذا الباب و يأتوا به إليه، و لما أحضروا الباب، أمر أيضا أن يسوقوا إليه جميع سكان الحارة، وفي حضرة هؤلاء اقترب قراقوش من الباب وكلمه همسا ثم التفت إلى الجميع وقال: لقد سألت هذا الباب فأجابني أن للسارق ريشة فوق رأسه. وكان أن رفع أحدهم يده فوق رأسه ليتلمس موضع الريشة، فأمر قراقوش بالقبض عليه وأمر بضربه حتى اعترف بالسرقة.
بقي قراقوش على العهد وفيا لصلاح الدين الأيوبي وأبنائه من بعده حتى عُزل من منصبه ولزم منزله حتى وافته المنية في عام 597 هـ الموافق 1201م، رحم الله قراقوش فقد كان ممن ظُلموا في التاريخ.
نافذة على التاريخ | حكم قراقوش
Reviewed by Alez
on
February 23, 2014
Rating:
No comments: