نافذة على التاريخ: الإمبراطور تايزونج ونهاية فارس

الامبراطور تايزونج

ونهاية فارس

بعد الهزائم القاصمة والساحقة التي حدثت لجيوش إمبراطوريتي الفرس والروم على أيدي العرب المسلمين في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قام كل من كسرى وهرقل بمراسلة إمبراطور الصين تايزونج سليل أسرة تانج الحاكمة للاستغاثة به وتهويل خطر قوة المسلمين الصاعدة مدعيا أنهم سوف يسيطرون على طريق التجارة الذي يهم الصين.

ذكر الطبري أن يزدجرد كسرى الفرس أوفد بعد هزيمته في معركة نهاوند مبعوثه إلى امبراطور الصين، وحمله هدايا كثيرة له على أمل أن ينجده لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من إمبراطوريته، و هكذا سافر رسول كسرى إلى الصين و مثل بين يدي امبراطور الصين ومعه الكتب والهدايا وأبلغه برسالة كسرى يزدجرد وحاجته الماسة للمساعدة والنجدة العسكرية، بعد أن دك العرب المسلمون عرشه في المدائن بأقدامهم وسحقوا الجيوش الفارسية.

فرد عليه الامبراطور قائلا: قد عرفت أن حقا على الملوك انجاد الملوك على من غلبهم، فصف لي صفة هؤلاء القوم ( أي العرب ) الذين أخرجوكم من بلادكم فإني أراك تذكر قلة منهم وكثرة منكم، ولا يبلغ أمثال هؤلاء القليل الذين تصف منكم فيما أسمع من كثرتكم إلا بخير عندهم وشر فيكم.

قال رسول كسرى: سلني عما أحببت؟

قال امبراطور الصين: أيوفون بالعهد؟

قال رسول كسرى: نعم.

قال امبراطور الصين: وما يقولون لكم قبل أن يقاتلوكم؟

قال رسول كسرى: يدعوننا إلى واحدة من ثلاث إما دينهم فإن أجبناهم أجرونا مجراهم أو الجزية فالمنعة أو المنابذة.

قال امبراطور الصين:فكيف طاعتهم أمراءهم؟

 قال رسول كسرى: أطوع قوم لمرشدهم.

قال امبراطور الصين: أيحرمون ما حلل لهم أو يحلون ما حرم عليهم؟

قال رسول كسرى: لا

قال امبراطور الصين: فان هؤلاء قوم لا يهلكون أبدا حتى يحلوا حرامهم ويحرموا حلالهم.

قال امبراطور الصين: أخبرني عن لباسهم؟

فأخبره الرسول بذلك.

قال امبراطور الصين:  ما مطاياهم؟

فقال الرسول: الخيل العربية الأصيلة والإبل و وصفها له.

قال امبراطور الصين: نعمت الحصون هذه.

ثم وصف له الرسول الإبل و بروكها و انبعاثها بحملها.

قال امبراطور الصين: هذه صفة دواب طوال الأعناق.

وأنهى إمبراطور الصين لقاءه مع مبعوث كسرى بعدم تلبية الطلب واكتفى بتحميله بهدايا مماثلة كالتي جاء بها، وكتب الامبراطور تايزونج إلى كسرى يزدجرد كسرى الفرس قائلا: انه لم يمنعني أن ابعث إليك بجيش أوله مرو وآخره في الصين لجهالة بما يحق عليولكن هؤلاء القوم الذين وصف لي رسولك صفتهم لو يحاولون الجبال لهدوها و لو خلى سربهم أزالوني ماداموا على ما وصف فسالمهم وارض منهم بالمساكنة ولا تهيجهم ما لم يهيجوك.

الامبراطورالصيني تايزونج تانج